مقَالَةٌ مَنْظُوْمَةٌ فِيْ سِيْرَةِ "ڤارك بُومْ" وَجَمَالِهَا وَجِهَادِهَا
إِلَيْكُمُ أَهْدِي الْكَلَامْ (١) بِنَظْمِ حُبٍّ
وَاحْتِرَامْ
عَنِ اسْمِهَا "ڤارك بوم"
(٢) وَفَنِّهَا الَّذِيْ يَدُوْمْ
وَصَوْتُهَا فَوْقَ الْكَلَامْ (٣) يُزِيْلُ أَحْزَانَ
الْأَنَامْ
بِسِيؤلَ كَانَ مَوْلِدُهَا (٤) وَفِيْهِ كَانَ مَحْتِدُهَا
وَفِي "تُو نِي وَنْ"
قَدْ ظَهَرَتْ (٥) رَئِيْسَةً لِمَنْ حَضَرَتْ
لِصَوْتِهَا لَحْنٌ فَرِيْدْ (٦) يُطْرِبُ مِنْ قُرْبٍ
بَعِيْدْ
وَقَبْلَ ذَاكَ قَدْ شَدَتْ (٧) مَعْ "بِيڮ بَانڮ" حِيْنَ ظَهَرَتْ
"وَلَا تَبْكِ" كَانَتْ أُغْنِيَةْ
(٨) وَ"أَنْتَ وَأَنَا" ثَانِيَةْ
بِهَا قَدِ ارْتَقَتْ رُتَبًا (٩) وَنَالَتِ الْجَائِزَةَ
ذَهَبًا
فَصَوْتُهَا كَالشَّهْدِ بَلْ (١٠) أَحْلَى وَأَنْقَى مِنْ
عَسَلْ
إِذَا تَغَنَّتْ بِالْكَلِمْ (١١) تَشْفِي بِهِ كُلَّ
سَقَمْ
فَفَنُّهَا بَحْرٌ عَمِيْقْ (١٢) بِهِ جَمَالٌ وَبَرِيْقْ
وَمَا رَأَيْتُ صُوْرَةً (١٣) كَحُسْنِهَا وَهَيْئَةً
وَمَا سَمِعْتُ لَذَّةً (١٤) كَحُسْنِ تِلْكَ الْحَرَكَةْ
لَهَا عُيُوْنٌ كَالنُّجُوْمْ (١٥) تُزِيْلُ عَنَّا كُلَّ
هَمّْ
وَوَجْهُهَا مِثْلُ الْقَمَرْ (١٦) يُجْلِي عَنِ الْعَيْنِ
الْكَدرْ
وَقَدُّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ (١٧) جَمَالَهُ إِذَا مَشَتْ
فَكُلُّ شَيْءٍ فِيْهَا حَسَنْ (١٨) سُبْحَانَ مَنْ بِهَا
فَتَنْ
وَجَاءَ يَوْمٌ مُظْلِمُ (١٩) وَفِيْهِ خَطْبٌ مُؤْلِمُ
بِتُهْمَةٍ قَدْ أُلْصِقَتْ (٢٠) لِشَخْصِهَا وَأُثْبِتَتْ
بِأَنَّهَا قَدْ هَرَّبَتْ (٢١) دَوَاءَهَا الَّذِيْ
طَلَبَتْ
وَكَانَ لِلدَّاءِ الدَّوَا (٢٢) وَمَا بِهِ شَيْءٌ سِوَى
لِدَائِهَا الَّذِيْ عُرِفْ (٢٣) وَطِبُّهَا قَدِ اعْتَرَفْ
وَبُرِّئَتْ سَاحَتُهَا (٢٤) وَلَمْ تُدَنْ حَضْرَتُهَا
لَكِنَّهَا قَدِ اخْتَفَتْ (٢٥) عَنِ الْوُجُوْدِ
وَابْتَعَدَتْ
سِنِيْنَ صَبْرٍ وَاحْتِمَالْ (٢٦) وَفِي الْفُؤَادِ أَلْفُ
حَالْ
وَفِرْقَةٌ قَدِ انْفَصَلَتْ (٢٧) وَعَنْهُمُ قَدِ
ارْتَحَلَتْ
فَذَاقَتِ الْآلَامَا (٢٨) وَعَايَشَتْ ظَلَامَا
لَكِنَّهَا كَالْجَبَلِ (٢٩) صَبُوْرَةٌ لَمْ تَمِلِ
فَجَاهَدَتْ هُمُوْمَهَا (٣٠) وَقَاوَمَتْ سُمُوْمَهَا
إِلَى الْوُجُوْدِ عَادَتِ (٣١) لِفَنِّهَا قَدْ آبَتِ
وَ"دِي نَاتْشُون"
وَقَّعَتْ (٣٢) عُقُوْدَهَا وَأَبْدَعَتْ
فَعَادَتِ الْبَسَمَاتُ (٣٣) وَأَقْبَلَتْ حَيَاةُ
وَأَصْدَرَتْ لَنَا "الرَّبِيْعْ"
(٣٤) بِصَوْتِهَا الْحُلْوِ الْبَدِيْعْ
مَعْ "دَارَا"
عَادَ الْعَمَلُ (٣٥) وَبِالنَّجَاحِ اكْتَمَلُ
وَنَالَ أَلْبُوْمُهَا النَّجَاحْ (٣٦) وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ
الصَّبَاحْ
فَعَادَتِ الْأَفْرَاحُ (٣٧) وَزَالَتِ الْأَتْرَاحُ
لِتُثْبِتَ اسْتِحْقَاقَهَا (٣٨) وَتُخْرِسَ أَعْدَاءَهَا
فَهِيَ لَنَا مَدْرَسَةُ (٣٩) فِي الصَّبْرِ لَا لَنْ
نَنْسَهُ
فَيَا إِلَهِيْ سَلِّمَنْ (٤٠) لِـ "بُوم" طُوْلَ هَذَا الزَّمَنْ
وَبَارِكَنْ جُهُوْدَهَا (٤١) وَحَقِّقَنْ مُرَادَهَا
عَلَيْهَا مِنَّا تَحِيَّةْ (٤٢) وَأَلْفُ حُبٍّ هَدِيَّةْ